Duration 20:33

الملك غازي قصة حياته ومقتله .. سلسلة عاش الملك مات الملك / قصص عراقية / محمد خليل كيطان Indonesia

Published 25 Oct 2021

كان نهار 8 ايلول 1933 ، يوماً حزيناً في العراق ، فقد ورد خبر وفاة الملك المؤسس فيصل الاول من سويسرا ، بعد ذهابه برحلة علاج . ومثل الخبر صدمة مهولة على ولي العهد الامير غازي . لكن كرسي الملك لا يؤمن بالمشاعر ويجب ان لا يبقى خالياً، ولو لساعات قليلة، وبعد اذاعة خبر رحيل الملك كان لابد من تنصيب ملك جديد. وظهرت على الأمير غازي، في الساعات الأول لوصول خبر وفاة والده علامات الإرتباك ، ودلائل الإفتقار لأساليب الحكم والإدارة ، والحاجة إلى التوجيه . وبرغم عدم ميله وكرهه للبريطانيين الا انه إتصل بالسفير البريطاني فرانسیس همفريز ، وأخبره بأنه في وضع مضطرب وهو بحاجة الى تعاونه ونصحه. وفي أثرها إتصل السفير البريطاني بياسين الهاشمي ، ونصحه بإتباع الأصول الدستورية ، وذلك بإعلان الأمير غازي ملكا باليوم نفسه في إحتفال بسيط ، ثم يعلن خبر تتويجه على الناس بإطلاق ( ۱۰۱ ) إطلاقة مدفع . والملك غازي ولد في مكة عام 1912 ، وهو الابن الرابع للملك فيصل الاول بعد ثلاث اميرات هن، عزة وراجحة ورئيفة. اما زوجته فهي الاميرة عالية بنت ملك الحجاز المخلوع علي بن الحسين واخت الوصي على عرش العراق فيما بعد الامير عبد الاله. اهتم الملك فيصل بتعليم ولده غازي بعد ان لاحظ عليه ضعفاً بالقدرات العلمية والمعرفية ، وارسله الى انكلترا للدراسة بكلية (هارو) وأتم فيها أربع سنوات عاد بعدها إلى العراق. والتحق هاي المرة بالكلية العسكرية الملكية العراقية وتخرج بعد اربع سنوات برتبة ملازم ثاني عام 1929. وشهد عهد الملك غازي اللي أستمر قرابة السبع سنوات تسع حكومات رأس منها جميل المدفعي وحده اربع وزارات فيما كانت حصة رشيد عالي الكيلاني وعلي جودت الايوبي وياسين الهاشمي وحكمت سليمان ثم نوري السعيد وزارة واحدة . لكن الملك غازي يؤاخذ عليه أنه أول من فتح الباب امام العسكر وأثار فيهم حب السلطة والتدخل في شؤون الحكم واعطى مساحة واسعة لزملائه من ضباط الجيش العراقي واعتمد عليهم في إدارة حكمه وضرب خصومه ما أثار عليه السياسيين المعارضين المخضرمين ، وبالطبع تصرفات غازي وتقربه للالمان ما كانت تعجب البريطانيين اللي أتهموه هو وزملائه الضباط بالولاء للنازية. وكان الملك غازي قريب من الناس ويحب التواصل معهم وأسس عام 1936 إذاعة وطنية من قصر الزهور كان يبث عبرها البيانات والمواقف السياسية للمملكة ويعلن مساندة الشعب الفلسطيني واهمية مجابهة الصهاينة ، وبالطبع هاي المواقف كانت في اغلبها تعزز كثرة التقاطعات والخلافات مع البريطانيين وبعض السياسيين العراقيين واولهم نوري السعيد والذين كانوا يعتقدون ان مصلحة الوطن تتطلب الاستفادة والحماية من قوة عظمى مثل بريطانيا . عام 1935 وجد الملك غازي نفسه مضطراً لتكليف زعيم المعارضة حينها ياسين الهاشمي بتشكيل الوزارة خلفاً لجميل المدفعي بعد ان شهدت البلاد اضطرابات قبلية وانتكاسات سياسية واعطاه مطلق الحرية في ادارة البلاد واختيار اعضاء حكومته . فأختار الهاشمي اقوى العناصر حينها وسمى اقرب الناس اليه وزيرا للداخلية وهو رشيد عالي الكيلاني فيما كان مضطراً لاسناد الدفاع لجعفر العسكري والخارجية لنوري السعيد برغم اختلافه معهم. وحاول الهاشمي الاعتماد على خلفيته العسكرية واعادة التوازن الى البلاد وفرض هيبة الدولة والحد من المفاسد ووصف توفيق السويدي في مذكراته ياسين الهاشمي بالقول : كان الهاشمي يحب الضبط ويسعى إلى تحقيق سياسة لا يستسيغها الملك في أمور الدولة ، أي إنه كان يحاول دائما أن يجعل من الملك رمزا لا عنصراً مشتركاً فعالاً في الحكم وقد أوغرت سياسة الهاشمي هذه صدر الملك الذي كان يسعى للتخلص من وصاية الباشاوات ، وكان يجتمع من حين لآخر ببعض الضباط الطموحين في الجيش ، ويعرب لهم عن عدم إرتياحه من وضع الهاشمي واتساع نفوذه اللي وصل بي الامر الى التدخل بأمور العائلة المالكة ومراقبة تخصيصاتها المالية وتقويم تصرفات الملك والاميرات لا سيما بعد حادثة هروب شقيقة الملك الكبرى الاميرة عزة من العراق وزواجها من شخص ايطالي وتخليها عن الامارة ما خلف فضيحة كبرى في مسيرة الاسرة الحاكمة. من هنا كان لابد من ازالة حكومة الهاشمي والانقلاب عليه بحركة عسكرية كانت الاولى في العراق والوطن العربي . ويرى المؤرخ الاكاديمي لطفي جعفر فرج : إن النزعة العسكرية للملك غازي وشعوره بما كان يتمتع به من رصيد بين ضباط الجيش لم يكونا ليسمحا له بغير التفكير بالإعتماد على الجيش في التخلص من هذه الوزارة فوجد ضالته في شخص الفريق بکر صدقي ، حيث كانت تربط الإثنين علاقة صداقة تمتد إلى عام ۱۹۳۳ ، فضلا عن اللقاءات المستمرة بينهما في قصر الزهور ، لذلك لم يجد بکر صدقي صعوبة في مفاتحة الملك بعزمه تنفيذ إنقلاب عسكري ضد وزارة ياسين الهاشمي ، وجرت المفاتحة يوم ۲۳ تشرين الأول 1936 لكن بيوم 29 من الشهر نفسه تم التنفيذ بعد ان القت الطائرات مناشير فوق بغداد كتب فيها العبارة التالية : إيها الشعب العراقي الكريم: لقد نفذ صبر الجيش المؤلف من ابنائكم، من الحالة التي تعانونها، من جراء اهتمام الحكومة الحاضرة لصالحها، وغاياتها الشخصية، دون ان تكترث لصالحكم ،ورفاهكم، نطلب إلى صاحب الجلاله الملك المعظم اقالة الوزارة القائمة ، وتأليف وزارة من أبناء الشعب المخلصين. التوقيع قائد القوة الوطنية الاصلاحية الفريق بكر صدقي العسكري. بعدها سحب الملك الثقة من حكومة الهاشمي الذي هرب الى دمشق بعد مقتل وزير دفاعه جعفر العسكري بالانقلاب ، وايضا الهاشمي نفسه توفى بعد مدة قصيرة بازمة قلبية ودفن هناك في سوريا. كلف الملك بعدها حكمت سليمان بتشكيل الوزارة الجديدة وعاد هو الى مزاولة نشاطه السياسي والتصارع مع البريطانيين وفتح ملفات ضم الكويت الى العراق وتنويع تسليح الجيش العراقي والحد من النفوذ البريطاني وبالطبع كل هذه الملفات كانت تمثل خطراً كبيراً للامن والتاج البريطاني وفي يوم الثلاثاء وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً الموافق 4 نيسان 1939 فجع العراق بخبر صادم ( مقتل الملك الشاب بحادث سيارة ).

Category

Show more

Comments - 115
  • @
    @abaasmohmad1724last year . 3
  • @
    @marewanmahmod11902 years ago Grait britesh ( england dont bleve for him malik gazi and irak pepel have drem with nwe pawer uropa nazi germany. 1
  • @
    @kamalnasser18992 years ago . 1
  • @
    @abaasmohmad1724last year . 3
  • @
    @kamalnasser18992 years ago . 1